في آخر تحديث لسوق الأسهم، ارتفعت المؤشرات الرئيسية بشكل طفيف مع بدء موسم المكاسب، ويأتي هذا التحول في أعقاب الدفعة الأولية من تقارير مكاسب الربع الأخير والتقييمات اللاحقة لبيانات التضخم الأخيرة، وشهد مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضاً طفيفاً بمقدار 112 نقطة، أي ما يقرب من 0.4 %، وعلى العكس من ذلك، شهد كل من مؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك المركب مكاسب متواضعة بنسبة 0.1 %.
والجدير بالذكر أن شركة دلتا إيرلاينز شهدت انخفاضًا كبيرًا بنسبة تزيد عن 7%، على الرغم من الإعلان عن مكاسب أفضل من المتوقع للربع الأخير، وقد انعكس هذا الانخفاض في مجموعة من البنوك الكبرى التي أصدرت أيضًا مكاسبها قبل جرس الافتتاح يوم الجمعة، كشف بنك أوف أمريكا عن انخفاض أرباح الربع الأخير، مما أدى إلى انخفاض قيمة الأسهم بنسبة 1%، كما انخفضت أسهم Wells Fargo بأكثر من 1.5%، على الرغم من ارتفاع الأرباح الفصلية.
في المقابل، شهد بنك جيه بي مورجان تشيس زيادة في أسهمه بنسبة تزيد عن 1.5%، على الرغم من انخفاض أرباحه بنسبة 15% مقارنة بالعام السابق. أعلن سيتي جروب عن انخفاض بنسبة 10% في عدد موظفيه، بعد خسارة ربع سنوية قدرها 1.8 مليار دولار بسبب العديد من الرسوم الكبيرة، ومع ذلك، لا يزال سهمها قادراً على الارتفاع بنسبة 2% تقريباً، شهدت سوق الأسهم يومًا هادئاً نسبياً قبل هذه التطورات، مع ارتفاع مؤشر داو جونز بشكل طفيف بنحو 15 نقطة، في حين ظل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب دون تغيير في الغالب.
وتحسنت معنويات المستثمرين من خلال أخبار التضخم المشجعة، مع انخفاض أسعار الجملة بشكل غير متوقع بنسبة 0.1% في ديسمبر، ويأتي ذلك بعد بيانات أسعار المستهلك الصادرة يوم الخميس، والتي أظهرت زيادة طفيفة بنسبة 0.3% خلال الشهر و3.4% على أساس سنوي، وعلق بيل آدامز، كبير الاقتصاديين في بنك كوميريكا، قائلاً: يؤكد مؤشر أسعار المنتجين أن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين لشهر ديسمبر كان على الأرجح لمرة واحدة. ولا يزال الطريق ممهدًا أمام بنك الاحتياطي الفيدرالي للبدء في خفض أسعار الفائدة في عام 2024 وإبطاء وتيرة تقليص ميزانيته العمومية.
ومع اقتراب الأسبوع من نهايته، تسير مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية في مسار نحو تحقيق مكاسب معتدلة ولكن ثابتة، مما يعكس معنويات متفائلة بحذر بين المستثمرين. وسجل مؤشر داو جونز الصناعي، وهو مؤشر رئيسي لصحة السوق، ارتفاعًا بلغ حوالي 0.7 %، وتشير هذه الزيادة، على الرغم من تواضعها، إلى تجاوب إيجابي من السوق للسيناريو الاقتصادي وأرباح الشركات التي تتكشف.
وقد تفوق مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يعتبر في كثير من الأحيان تمثيلاً أكثر شمولاً لسوق الأسهم الأمريكية، على مؤشر داو جونز بفارق محلوظ قدره 2.2 %، ويؤكد معدل النمو المرتفع هذا في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على الثقة واسعة النطاق بين المستثمرين والاستقبال الإيجابي لأحدث تقارير أرباح الشركات والبيانات الاقتصادية.
يبرز في هذا الاتجاه التصاعدي مؤشر ناسداك المركب، المعروف في المقام الأول بتشكيلة أسهمه ذات التقنية العالية، أظهر مؤشر ناسداك أقوى أداء بين المؤشرات الرئيسية، حيث حقق مكاسب كبيرة تزيد عن 3.5% حتى إغلاق يوم الخميس، وتدل هذه الزيادة المذهلة على ثقة المستثمرين القوية في قطاع التكنولوجيا، الذي يواصل لعب دور محوري في تعزيز زخم السوق.
بشكل عام، تشير هذه الحركات الصعودية عبر مؤشرات داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب إلى سوق يغلب عليه التفاؤل، على الرغم من الحذر، مدعومًا بأحدث تقارير الأرباح والمؤشرات الاقتصادية، وتعتبر المكاسب، على الرغم من اعتدالها، علامة إيجابية على صحة سوق الأسهم، كما أنها تعكس توقعات مشجعة للفترة المتبقية من موسم المكاسب.