أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين خلال كلمتها في افتتاح أعمال مؤتمر الاستثمار الأوروبي، الذي يعقد على مدار يومين 29 و30 من يونيو، على أهمية موقع مصرالجغرافي بالنسبة إلى أوروبا معتبرة إياها بوابة تصل القارة الأوروبية بمنطقة الشرق الأوسط وقارتي إفريقيا وآسيا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إنه لم يمضِ سوى 100 يوم منذ أن فتح الاتحاد الأوروبى عصراً من الصداقة مع مصر، والذى يتم حصاده فى الوقت الحالى، متوجهة بالشكر إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى على كرم الضيافة الرائع والترحيب.
الاستثمارات تتجاوز 40 مليار يورو
في خطوة تاريخية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والاتحاد الأوروبي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن اتفاقات استثمارية مع مصر تتجاوز قيمتها 40 مليار يورو. هذه الاتفاقات تهدف إلى دعم الاقتصاد المصري من خلال تمويل مشاريع تنموية في مختلف القطاعات الحيوية، مما يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر والاستفادة من فرص الأعمال الواعدة، رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.
ملامح الإصلاح الهيكلي في مصر
أكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هالة السعيد، أن مصر مرت بعدة برامج إصلاحية منذ عام 2014. هذه البرامج التي تم تنفيذها على مدار العشر سنوات الماضية كانت تعتمد على نهج تشاركي ومرتكزة على أربعة محاور رئيسية: هذه الإصلاحات ساهمت بشكل كبير في تعزيز الاقتصاد المصري وتحقيق استقرار اقتصادي.
التركيز على القطاع الإنتاجي
أوضحت هالة السعيد أن المحور الأول للإصلاح الهيكلي يركز على القطاع الإنتاجي، بما في ذلك الصناعة والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. هذه القطاعات تعتبر عماد الاقتصاد المصري، والاستثمارات الجديدة من الاتحاد الأوروبي ستساعد في تطوير هذه المجالات وزيادة الإنتاجية.
زيادة مشاركة القطاع الخاص
من أبرز محاور الإصلاح الهيكلي هو تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية. تنظر الحكومة المصرية إلى القطاع الخاص كشريك رئيسي في عملية التنمية، وقد تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتشجيع الاستثمارات الخاصة وتعزيز بيئة الأعمال في مصر. الاستثمارات الأوروبية الجديدة تعزز هذه التوجهات وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون.
كفاءة سوق العمل
ركزت الإصلاحات أيضًا على كفاءة سوق العمل، حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من السكان. مع وجود 70% من السكان تحت سن الأربعين، فإن تحسين كفاءة سوق العمل وتوفير فرص عمل جديدة يعتبر أمرًا حيويًا لتحقيق التنمية المستدامة. الاستثمارات الأوروبية ستساهم في توفير المزيد من الفرص للشباب المصري.
الحماية الاجتماعية وضمان الاستقرار
المحور الرابع للإصلاح الهيكلي يركز على الحماية الاجتماعية، وهو أمر ضروري لضمان استقرار الدولة. مبادرة “حياة كريمة” تعتبر مثالًا على الجهود المبذولة لتحسين جودة الحياة للمواطنين وتوفير الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا. التعاون مع الاتحاد الأوروبي سيساهم في تعزيز هذه الجهود وتحقيق المزيد من الاستقرار الاجتماعي.
موقع مصر الاستراتيجي
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أهمية موقع مصر الجغرافي بالنسبة لأوروبا، واعتبرتها بوابة تربط القارة الأوروبية بمنطقة الشرق الأوسط. هذا الموقع الاستراتيجي يجعل من مصر شريكًا حيويًا للاتحاد الأوروبي في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي.
نحو مستقبل مشرق
تعتبر الاتفاقات الاستثمارية بين مصر والاتحاد الأوروبي خطوة كبيرة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الشراكة الاقتصادية. هذه الاتفاقات تعكس التزام الطرفين بتحقيق مستقبل مشرق ومزدهر، حيث يساهم التعاون الاقتصادي في تعزيز الاستقرار والنمو في المنطقة.