تستضيف دورة عام 2022 من القمة العالمية لطاقة المستقبل في أبوظبي معرض ومنتدى الطاقة الشمسية كإحدى الفعاليات الرئيسية المتكاملة مع الإطار العام للقمة وأهدافها البيئية والمناخية، وكجزء من القمة العالمية لطاقة المستقبل 2022 بين يومي 17 و19 يناير، وتنعقد القمة في إطار فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022 الذي تستضيفه شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” في الفترة ما بين 15 و19 يناير القادم.
ويعد المعرض الحدث الأهم من نوعه في المنطقة المكرّس بالكامل للتقنيات والأنظمة والبنية التحتية والاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، بصفتها أكثر مصادر الطاقة المتجددة وفرة واستدامة في منطقة الشرق الأوسط وأقلها كلفة، وأكثرها قدرة على إحداث تغيير إيجابي في اقتصادات ومقدرات دول المنطقة.
فرص اقتصادية هائلة
تشير مختلف المؤشرات إلى منافع اقتصادية جمة تعود على الاستثمار في توليد الطاقة الشمسية، ويتوقع الخبراء زيادة نسبة الطاقة المولّدة من مصادر متجددة في 2021 بنحو 8% لتصل إلى 8300 تيراواط في الساعة، فيما يعدّ أسرع معدّل سنوي لنمو هذا القطاع منذ سبعينيات القرن العشرين، وتمثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح نحو ثلثي هذه النسبة.
وقال غرانت توختن، مدير فعاليات المجموعة بالقمة العالمية لطاقة المستقبل: “تحتضن القمة العالمية لطاقة المستقبل معرض الطاقة الشمسية ضمن منظومة متكاملة للمناخ والبيئة والطاقة المتجددة، تضم إلى جانب المعرض مجموعة أخرى من المنتديات والمعارض، ومن المتوقع أن يستقطب معرض الطاقة الشمسية عددًا كبيرًا من الخبراء في هذا القطاع، إلى جانب المسؤولين وممثلي الحكومات والمشترين والمطورين ورواد الأعمال والمستثمرين، من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والهند وشمال إفريقيا، حيث سيتمكنون من تبادل الأفكار والتعرف على أفضل الممارسات والتطبيقات العملية، إلى جانب استطلاع أحدث الابتكارات والأنظمة في مجال الطاقة النظيفة”.
دورٌ حكوميٌ فاعل
أقرّت العديد من الحكومات في الآونة الأخيرة أهدافًا صارمة لتبني تقنيات الطاقة النظيفة، كما وضعت على رأس أولوياتها خفض انبعاثات الكربون بصورة كبيرة، التزامًا بما رفعته قمة باريس للمناخ من توصيات وقعّت عليها الإمارات العربية المتحدة دخلت حيز التنفيذ في الرابع من نوفمبر عام 2016، وهذا وتتصدر الإمارات الجهود الإقليمية والعالمية الساعية إلى تبني تقنيات الطاقة النظيفة، لما تتمتع به من مناخ مشمس على مدار العام يجعل الطاقة الشمسية خيارًا واضحًا أمام جهود تطوير نظم الطاقة المتجددة في الدولة.
وقد أعلنت الإمارات عن أهداف طموحة في هذا الخصوص، تتمثل في توليد نحو نصف احتياجات الدولة للطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2050، وتأتي الطاقة الشمسية في صدارة هذه المصادر، وفي الإمارات أيضًا وضعت إمارة دبي لنفسها هدفًا طموحًا بتغطية 75% من احتياجات الإمارة للطاقة من مصادر متجددة بحلول العام نفسه.
ولكن هذه ليست حالة متفرّدة في المنطقة، فقد أشار تقرير مؤسسة “بلوبيرغ” حول تمويل أنظمة الطاقة الجديدة BNEF إلى أن تسارع وتيرة تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية ضمن استراتيجيات دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد يصل بإجمالي ما يتم إنتاجه من طاقة شمسية إلى 8309 ميغاواط بحلول عام 2022، كما تقدّر شركة “فروست آند سوليفان” زيادة حجم الاستثمارات الإضافية في الطاقة الشمسية بالمنطقة ليصل إلى 182.3 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
آمال وتوقعات
سيستضيف معرض الطاقة الشمسية كبار الشركات والخبراء العاملين في هذا القطاع، بهدف عرض الابتكارات والتقنيات الحديثة، ومن المتوقع أن يركز المعرض على محطات الطاقة الكهروضوئية وأنظمة الطاقة الشمسية المركزة والألواح الكهروضوئية المدمجة وتجهيزات أخرى، مثل الوحدات الكهروضوئية وأجهزة التعقب الشمسي وهياكل تثبيت الألواح والعاكسات الضوئية وأنظمة تخزين الطاقة الكهروضوئية، إضافة إلى التقنيات الخاصة بعمليات محطات الطاقة وصيانتها.
وفي سياق موازِ، سيتم مناقشة الفرص الاقتصادية الهائلة للطاقة النظيفة في منتدى الطاقة الشمسية، والذي سيستضيف نخبة من المتحدثين الخبراء من منطقة الشرق الأوسط والعالم، وسيتطرق جدول أعمال المنتدى إلى مواضيع مثل التخطيط للانتقال إلى الطاقة النظيفة، وأنظمة تخزين الطاقة، واستقرار الألواح الكهروضوئية، والاستثمار، وإدارة الأصول، والاستخدامات الصناعية والتجارية.
وفي تصريح لدان شوغار، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Nextracker الأمريكية المتخصصة في تطوير أنظمة الطاقة الشمسية والمشاركة في فعاليات المعرض، قال: “نشعر بسعادة غامرة لتمكننا من المشاركة في فعاليات النسخة المقبلة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، والتي ستتيح لنا الالتقاء بمختلف الأطراف في المنطقة والتعرف بصورة أقرب على السوق المحلية للطاقة المتجددة والنظيفة”، وأضاف: “تركت الظروف العالمية الأخيرة أثرًا سلبيًا على سلاسل الإمداد والتوريد بمختلف المجالات، ولكن أنظمة الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قدمت نموذجًا ناجحًا في الكفاءة والاستمرارية، وذلك بفضل الجهود الحكومية لخفض الانبعاثات الكربونية. إن وجودنا في هذا المنبر الهام الحيوي، في منطقة تقود العالم في مجال تطوير أنظمة الطاقة الشمسية والمتجددة هو فرصة لا يستطيع أحد في هذا المجال أن يبددها”.
وقد صرحت مديرة التسويق للشرق الأوسط وإفريقيا بشركة JinkoSolar، إلهام هدوشي، بأن المعرض يحمل فرصًا عديدة للتواصل بين مختلف الأطراف المعنية بالطاقة الشمسية في المنطقة، متحدثة عن الفرصة التي يتيحها المعرض لشركتها لعرض أحدث مشروعاتها وأنظمتها، وقالت: “نعمل بلا كلل من أجل الوصول إلى مستقبل مستدام، وذلك عبر أنظمة نظيفة ومجدية اقتصاديًا لتوليد الطاقة الشمسية سواء كان ذلك للأفراد أو الشركات أو المساكن أو الحكومات، ويوفر لنا معرض الطاقة الشمسية فرصة شديدة الأهمية للالتقاء بالعملاء المحتملين وتوسعة شبكات الأعمال والعلاقات مع مختلف الأطراف في هذا القطاع”.