هناك تحديات كبيرة تعيشها المجتمعات وتؤثر في سلوك الأفراد من المراهقين ومن أهمها مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب أكبر عدد من المتابعين ممن يطلق عليهم المؤثرين أو المشاهير في السوشيال ميديا، والذين بات يتأثر بهم وبتصرفاتهم وحياتهم الملايين من المراهقين، ظنا منهم بأن هذه الفيديوهات والأخبار صحيحة وتعبر عن حياتهم الفعلية والأمر ليس كذلك خاصة وأن هناك العديد من القضايا الشائكة مثل استخدام بعض الأسماء كواجهة لغسيل الأموال، ونشر أخبار غير صحيحة ولا تمثل واقع حياة هؤلاء المشاهير عبر منصات التواصل الاجتماعي، والنتيجة في النهاية مع الأسف تأتي في صالح هؤلاء المؤثرين بسبب عدد المتابعين وعدد المشاهدين للمحتوى المنشور وبالتالي تهافت شركات الإعلانات للاستفادة من أرقام المشاهدة. ومن أشهر التطبيقات الذي أسيء استخدامه من قبل بعض المستخدمين تطبيق التيك توك الذي بات مؤثرا بشكل كبير سواء بالسلب أو بالإيجاب في حياة المجتمع والمراهقين بالأخص. وتطبيق الانستغرام وغيره من التطبيقات التي يستخدمها البعض من أصحاب أكبر عدد من المتابعين للترويج لأفكار غريبة وسلوكيات غير مقبولة.
وخرج المحتوى المقدم في أحيان كثيرة عن نطاق السيطرة وبات البعض يستخدمه بشكل يضر بالأفراد وحياتهم النفسية وعلى سبيل المثال لجأ البعض ولاستقطاب اكبر عدد من المتابعين وزيادة نسبة المشاهدة الإقدام على أفعال تنافي السلوك القويم للمجتمعات وبث الأفكار السيئة والترويج للعادات السيئة كتناول المخدرات، وأكد اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، أن المخدرات والمؤثرات العقلية آفة خطيرة تفتك بجميع متعاطيها الذكور والإناث على حد سواء، ويتعاظم خطرها في ظل الاستغلال الخبيث من قِبل بعض المؤثرين والمشاهير لمواقع التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لـ”لسموم”، وتسويق السلوكيات غير الحميدة والأفكار الهدامة ضمن نسيج الحياة اليومية، لدرجة ضاعفت لدى متابعيهم من الشباب والمراهقين من الجنسين مشاعر الاكتئاب والتذمر والإحباط من عدم قدرتهم على محاكاة حياة غيرهم من هؤلاء المشاهير، ووضعت كثير من أولياء الأمور تحت ضغط نفسي كبير زاد من أعبائهم.
وأوضح مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، أن رجال الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يتابعون مستجدات الفضاء الرقمي على مدار الساعة، لافتاً إلى أنه تم القبض على عارض أزياء يقدم نفسه كمواطن إماراتي وهو بالأصل مقيم ويحظى بشهرة واسعة على “انستغرام”، حيث قام بتدخين سيجارة حشيش في بث مباشر عبر أحد حساباته على “مواقع التواصل”، معتقداً أن شهرته ستشفع لسلوكه الخطير، ولكن صدر حكم بإبعاده عن الدولة.
وأوضح اللواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، أن هذا الشاب المشهور لم يكن يتوقع أن تكون متابعة شرطة دبي لمجريات ومستجدات الفضاء الرقمي بهذه الدقة، وقال: حب الشهرة السريعة على مواقع التواصل الاجتماعي، دفع هذا المشهور إلى التباهي والتفاخر بسلوك مُدمر وهو تعاطي الحشيش عبر أحد حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أدنى شعور بالمسؤولية أو احترام القوانين، ولكن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي كانت له بالمرصاد لحماية المجتمع من هذه النماذج التي تتستر خلف الزي الوطني الإماراتي لتنمي لدى فئتي الشباب والمراهقين فكرة مخالفة القوانين والتمرد على عادات وتقاليد مجتمعنا الأصيلة والأخلاقيات الراسخة. وتابع: المراهقون من الجنسين هم الفئة الأكثر تأثراً بنمط الحياة الاستهلاكي والسلوكيات السلبية والأفكار المدمرة التي ينشرها بعض المشاهير كجزء من إيقاع حياتهم، حيث إن تعرض المراهقين لمنشورات ومقاطع فيديو يظهر فيها مشاهيرهم المفضلين وهم مستمتعين أثناء الحفلات أو السهر أو السفر أو حتى ممارسة سلوكيات سلبية، كل ذلك يمكن أن يغريهم ويدفعهم لخيارات وتجارب محفوفة بالمخاطر في محاولة للتكيف والتقليد ومجاراة حياة أولئك المشاهير، الأمر الذي يستدعي يقظة أولياء الأمور وإحاطة أبنائهم بالرعاية والمتابعة، والاهتمام بغرس القيم والأخلاق الحميدة لديهم، وعدم التهاون أو إهمال أي تغير سلبي قد يظهر على الأبناء، والثقة دائماً بقدرة مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، على احتواء الحالات وتوفير الدعم النفسي والمعنوي ضمن مستويات عالية من السرية والخصوصية والاحترافية.